الأحد، 13 سبتمبر 2015

شعر عن حقوق الانسان

أين حقى

شعر : محمد صالح بحر العلوم
(1)رحت أستفسر من عقلي وهل يدرك عقليمحنة الكون التي استعصت على العالم قبليألأجل الكون أسعى أنا أم يسعى لأجلىوإذا كان لكل من فيه حق: أين حقى؟!(2)فأجاب العقل فى لهجة شكاك محاذرأنا فى رأسك محفوف بأنواع المخاطرتطلب العدل وقانون بني جنسك جائرإن يكن عدلا فسله عن لساني: أين حقى؟!(3)أنا ضيعت كما ضيعت جهدا فى هباءباحثا عن فكرة العدل بكد وعناءوإذا بالناس ترجو العدل من حكم السماءوسماء الناس كالناس تنادى: أين حقى ؟!(4)أترانى أرتئى ما يرتئيه الناسكوناوأجارى منطقا يعتبر الشك يقيناوأقر الوهم فيما يدعيه الوهم دينافسيعود العلم يدعوني بحق: أين حقى ؟!(5)إن أنا أذعنت للخلق وحاولت التعاميكان شأ،ى شأن من يطلب غيثا من جهامفنظام الخلق لا يعرف وزنا لنظامىونظامى لم يزل يصرخ مثلى: أين حقى؟!(6)ما لبعض الناس لايحسب للتفكير فضلاومتى ناقشته الرأى تعداك وولىزاعما ابقاء ما كان على ما كان أولىمن جديد يعرف الواقع منه: أين حقى ؟!(7)ليتنى أستطيع بعث الوعي فى بعض الجماجملأريح البشر المخدوع من شر البهائموأصون الدين عما ينطوى تحت العمائممن مآس تقتل الحق وتبكى: أين حقى؟!(8)يا ذئابا فتكت بالناس آلاف القرون
أتريكنى أنا والدين فما أنت ودينىأمن الله قد استحصلت صكاً فى شؤونيوكتاب الله فى الجامع يدعو: أين حقى؟!(9)أنت فسرت كتاب الله تفسير فسادواتخذت الدين أحبولة لك واصطيادفتلبست بثوب لم يفصل بسدادوإذا بالثوب ينشق ويبدو: أين حقى؟!(10)بان هذا الثوب مشقوقا لأرباب البصائرفاستعار القوم ما يستر سوءات السرائرهو ثوب العنصريات وهذا غير ساتروصراخ الأكثرية تعالى: أين حقى؟!(11)كيف تبقى الأكثرية ترى هذى المهازليكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائلوملايين الضحايا بين فلاح وعامللم يزل يصرعها الظلم ويدعو: أين حقى؟!(12)أمن القومية الحقة يشقى الكادحوناويعيش الانتهازيون فيها ناعموناوالجماهير تعانى من أذى الجوع شجوناوالأصولية تستنكر شكوى: أين حقى؟!(13)حرروا الأمة إن كنتم دعاة صادقينامن قيود الجهل تحريرا يصد الطامعيناوأقيموا الوزن في تأمين حق العامليناودعوا الكوخ ينادى القصر دوما: أين حقى؟!(14)يا قصورا لم تكن الا بسعى الضعفاءهذه الأكواخ فاضت من دماء البؤساءوبنوك استحضروا الخمرة من هذى الدماءفسلى الكأس يجبك الدم فيه: أين حقى ؟!(15)حاسبيني إن يكن ثمة ديوان حسابكيف أهلوك تهادوا بين لهو وشرابوتناسوا أن شعبا في شقاء وعذابيجذب الحسرة والحسرة تحكى: أين حقى؟!(16)كم فتى في الكوخ أجدى من أمير في القصورقوته اليومي لا يزداد عن قرص صغيرثلثاه من تراب والبقايا من شعيروبباب الكوخ كلب الشيخ يدعو: أين حقى؟!(17)وفتاة لم تجد غير غبار الريح ستراتخدم الحى ولا تملك من دنياه شبراوتود الموت كي تملك بعد الموت قبراواذا الحفار فوق القبر يدعو: أين حقى؟!(18)ما لهذى وسواها غير ميدان الدعارةلتبيع العرض في أرذل أسواق التجارةوإذا بالدين يرميها ثمانين حجارةوإذا القاضى هو الجانى ويقضى: أين حقى؟!(19)أين كان الدين عنها عندما كانت عفيفةومتى قدر حقا لضعيف وضعيفةولماذا عدها زانية غير شريفةالان العرف لا يسمع منها: أين حقى؟!(20)كان من واجبه يمنحها عيش كفافقبل أن يضطرها تبتاع عيشا بعفافولماذا أغلظ القاضى فيها وهو منافللنواميس ولا يسأل منها: أين حقى؟!(21)كم زنى القاضى وكم لأط بولدان وحورواحتسى أوفر كؤوس من أباريق الفجورأين كان الدين عن اجراء قاضيه الخطيرولماذا لم يصارحه كسجان: أين حقى؟!(22)القاضى الدين تميز على حال الجماعةأعليه الحكم لا يرى وان يأبى أتباعهأقضاة الدين أدرى بأساليب الشفاعةواذا الدين ارتضاها لم يطالب: أين حقى؟!(23)برياء ونفاق يخدعون الله جهراأين مكر الله ممن ملئوا العالم مكراإن صفا الأمر لهم لن يتركوا لله أمراوسيبقى الله مثلى مستغيثا: أين حقى؟!(24)ليس هذا الدين دين الله بل دين القضاةلفقوه من أحاديث شياطين الرواةوادعوا أم من الله نظام الطبقاتأن يكن حقا فقل لي يا الهي: أين حقى؟!(25)ليس في وسعى أن أسكت عن هذى المآسيوأرى الأعراف والأعراف من دون أسىبين مغلوط صحيح وصحيح في التباسوكلا العرفين لا يفهم منه: أين حقى؟!(26)خطأ شاع فكان العرف من هذا الشياعصواب حكم العرف عليه بالضياعوسواد الشعب مأخوذ بخبث وخداعلقطيع يلحق الذئب وينعى: اين حقى؟!(27)ليس هذا الذنب ذنب الشعب بل ذنب الولاةوجهوا الأمة توجيه فناء لا حياةوتواصوا قبل أن تفنى بنهب التركاتواذا الحراس للبيت لصوص: أين حقى؟!(28)دولة يؤجر فيها كل أفاك عنيدأجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهودلم يواجه نعمة الأمة الا بالجحودوإذا النعمة تغلي في حشاه: أين حقى؟!(29)من فقير الشعب بالقوة تستوفى الضرائبوهو لم يظفر بحق ويؤدى ألف واجبفعليه الغرم والغنم لسراق المناصبأيسمى مجرما ان صاح فيهم: اين حقى؟!(30)من حفاة الشعب والعارين تأليف الجنودليكونوا فى اندلاع الحرب أخشاب وقودوسراة الشعب لاهون بأقداح وغيدوجمال الغيد يستوجب منهم: أين حقى؟!(31)عائشا عيشة رهط لم يفكر بسواههمه أن ينهب المال لاشباع هواهأين من يفتح تحقيقا يرى عما جناهويريه بانتقام الشعب جهراً: أين حقى؟!(32)أيها العمال هبوا وارفعوا هذى البراقععن وجوه ما بها غير سحاب ومصانعواصرفوها عن عيوب عميت عن كل دافعوترانى صادقا عنها بقولى: أين حقى؟!(33)أيها العمال أين العدل من هذى الشرايعأنتم الساعون والنفع لأرباتب المصانعوسعاة الناس أولى الناس فى نيل المنافعفليطالب كل ذى حق بوعى: أين حقى؟!(34)كيف يقوى المال أن يوجد فى غير جهودأين كان النقد لولا جهد صناع النقودومتى يقدر أن يخلق طيرا من حديدفلهذا الجهد أن يدعو جهرا: أين حقى؟!(35)أين كان المال قبل الجهد أو قبل الطبيعةوهما قد سبها فى غابر العهد شروعهواذا بالمال لا يذكر للعهد صنيعةوإذا بالجهد يستجدى صهبانا: أين حقى؟!(36)لم يؤثر بيقينى ما أقاسى من شجونفشجونى هى من أسباب تثبيت يقينىولتكن دنياى ما بين اعتقال وسجونوليكن آخر أنفاسى منها: أين حقى

المصدر: الملتقي التربوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق